الجمعة، 20 نوفمبر 2009

المسكن..!

سكن الانسان مثل ملابسه، يجب ان يكون على مقاسه ،ليس بالواسع او الضيق،وارى ان الشوارع الضيقه اكثر
هدؤا"من الشوارع الفخمه،وهذا ما يحبب لى بعد كل هذه السنين البقاء فى عماره قديمه من خمس طوابق،فى شارع جانبى من شارع رئيسى فى ضاحية مصر الجديده ..
اشتريتها اوائل الستينات اثناء عملى بالاصلاح الزراعى وكانت من طابقين فجددتها وزدت عليها ثلاثة طوابق ،وكان الشارع واسع نسبيا" شارع لا تقتحمه تاكسيات اوسيارات غريبه ،وان كانت تسللت اليه فى الثلاثين سنه الاخيره ،بسبب وسعه سيارات الجيران ،واخذت تركن على جانبيه ،كلها سيارات قديمه مستهلكه ، تصنع ضجه كل صباح عند قيامها ،ويعانى اصحابها الامرين ،عند الخروج
بها الى الشارع العمومى ،هذا اذا دار الموتور،وعادة لا تدور هذه الموتورات ولا تتحرك الا بالزق.
معظم هذه السيارات قديمه وكهنه ،وربمافى بلدان اخرى لايسمح لها بالسيرولكن هنا فى هذه المنطقه ،دق فى النهار والليل
والسيارات انقضى عمرها .
واتبادل الحديث يوميا" مع صبيه صغار فى الذهاب والاياب ،وانا الذى لم امتلك فى حياتى سياره ،هؤلاء الصبيه هم الثروه الحقيقيه
لمصر وليس اولئك الذين ينهبون البنوك ويستوردون السيارات وقطع الغيار.
والسيارات فى شارعنا حكايتها حكايه تتمرد الواحده وتصدر زمجره غاضبه ودخانا اسود ،واحيانا تخر بنزين و
النداء ماما البطاريه نايمهوبعد النداء على ماماهات يا زق ممن يتصادف مروره من الاغراب والكل يزق ..هذه ساعة المحنه..
فيظهر صبى كالقرد فى يده بركه وفى مخه مفهوميه ..يلف حول السياره ،يفتح الصاج يسمع الموتور ويضع فيه سلك يقيس الزيت
يطلب النقود وعادة تسير السياره بعد دفع البقشيش............